تحليل خطبة حجة الوداع

و لله ما أروعها من كلمات , تلك التي ألقاها في سفوح عرفات , و راح يخاطب فيها الأجيال و التاريخ بعد أن أدى الأمانة و نصح للأمة و جاهد في سبيل الدعوة إلى ربه ثلاثة و عشرين عاما لا يكل و لا يمل , و لله ما أروعها من ساعة . تلك التي اجتمع حوله خاشعين متضرعين و طالما تربصوا به قبل دلك متآمرين و محاربين ألاف مؤلفة يملؤون ما تمتد به النظر من كل الجهات تردد بلسان مالها قول الله عز و جل : ( إنا لننصر رسلنا و الدين ءامنوا في الحياة الدنيا و يوم يقوم الأشهاد )
و أخد رسول الله صلى الله عليه و سلم ينظر من خلال وجوههم إلى الأجيال المقبلة إلى العالم الإسلامي الدي يملأ شرق الأرض و غربها و راح يلقي على مسامع هدا العالم خطابه المودع .
و أنصتت الدنيا لتسمع قوله . و أنصت الحجر و القفر و المدر إلى الكلمة المودعة ينطق بها فم رسول الله بعد أن آنست و سعدت به الدنيا كله ثلاثة و ستين عاما , ها هو اليوم يلمح بالرحيل بعد أن قام بأمر ربه و غرس الأرض بغراس الإيمان ها هو يلخص المبادىء التي حاء بها و جاهد في سبيلها في كلمات جامعة و بنود معدودة يلقي بها إلى مسمع العالم .
الوحدة الأولى : الإستفتاح : الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نتوب إليه.
الوجدة الثانية : حرمة الدماء في قوله : أيها الناس إن دماءكم و أموالكم عليكم حرام إلى أن تلقو ربكم كحرمة يومكم هدا و كحرمة شهركم هدا .
لقد كرر هده التوصية نفسها مرة أخرى في خاتمة خطابه , و أكد ضرورة الإهتمام بها .
الوحدة الثالثة : فلم يكن مجرد توصية , و لكن قيل دلك قرار أعلن عنه للملائكة لأولئك الدين كانوا من حوله الأمم التي ستأتي من بعده . و هده هي صبغة القرار ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ....... دماء الجاهلية موضوعة ......و ربا الجاهلية موضوع .
فما المعنى الدي تتضمنه صيغة هدا القرار ؟ ..........إنه يقول : و إن كل ما كانت الجاهلية تفخر و تتمسك به من تقاليد و فوارق اللغة و الإنتساب و العرق و استعباد الإنسلن أخاه بأغلال الظلم و المراباة ,قد بطل أمرهو مات اعتباره فهو اليوم جيفة غيبتها شريعة الله في باطن الأرض , و أصبح مكانها في حياة المسلم اليوم تحت مواطىء الأقدام , إنه رجس ولى و عاهة أدبرت و غاشية بادت .
الوحدة االرابعة :[/u][/u][/u] عدم طاعة الشيطان أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعيد في أرضكم هده و لكنه قد رضي أن يكاع فيما سوى دلك مما تحقرون من أعمالكم فاحدروه عن دينكم .
الوحدة الخامسة : وجوب التمسك بكتاب الله فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب رقاب بعضكم بعضا , فإني تركت فيكم ما إن أخدتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله و سنة نبيه, ألا هل بلغت ؟ الله فاشهد .
و إنك لتجده يتقدم بهدا التعهد و الضمان إلى جميع الأجيال المتعاقبة من بعده ليبين للناس أن صلاحية التمسك بهدين الدليلين ليس وقفا على عصر دون آخر و أنه لا ينبغي أن يكون لأي تطور حضاري أو عرف زماني أي سلطان أو تغلب عليهما.
الوحدة السادسة : أيها الناس إن ربكم واحد و أباكم واحد كلكم لآدم و آدم من تراب إن أكرمكم عند الله أتقاكم ,ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى . ألا هل بلغت ؟ .

الوحدة السابعة : أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث و لا تجوز لوارث وصيته و لا تجوز وصيته في أكثر من الثلث و الولد للفراش و للعاهر الحجر , من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله و الملائكة .

إن شاء الله في المرة القادمة سأكمل التحليل و هدا بتقسيم الخطاب إلى عدة عوامل و قضايا