بسم الله الرحمن الرحيم
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( التوبة - 100 )
أحد كتاب الوحي ، هو ثابت بن قيس بن شماس ، الخزرجي ، الأنصاري . خطيب النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحد نجباء الصحابة ، شهد أُحُدًا وبيعة الرضوان وما بعدها من المشاهد ، وكان خطيب الأنصار ، وخطيب النبي صلي الله عليه وسلم ، جهير الصوت بليغا . وقد خطب ثابت بن قيس مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، فقال ثابت : نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا فما لنا ، قال صلى الله عليه وسلم : " الجنة " ، قالوا : رضينا " ، وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمار . ودخل النبي صلى الله عليه وسلم على ثابت بن قيس وهو عليل فقال : " أذهب البأس رب الناس عن ثابت بن قيس ابن شماس " . وفي الحديث : " نعم الرجل ثابت " . وكان ثابت على الأنصار يوم اليمامة فمات بها شهيدا في سنة 12 هـ / 633 م .
. و هذا الرجل ممن ثبت في صحيح مسلم أن رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم بشره بالجنة . و روى الترمذي في جامعه بإسناد على شرط مسلم عن أبي هريرة أن رسول اللَّه قال : « نعم الرجل أبو بكر ، نعم الرجل عمر ، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح ، نعم الرجل أسيد ابن خضير ، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس ، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح » . و قد قتل رضي اللَّه عنه شهيداً يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة في أيام أبي بكر الصديق . روى الترمذي بإسناد على شرط مسلم عن أبي هريرة أن رسول اللّه قال : « نعم الرجال ثابت بن قيس بن شماس » ،
و قال أبو القاسم الطبراني : حدثنا أحمد بن المعلي الدمشقي حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عطاء الخراساني قال : قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني بحديث ثابت بن قيس بن شماس، فأرشدوني إلى ابنته، فسألتها فقالت : سمعت أبي يقول : لما أنزل على رسول اللّه صلى الله عليه و سلم { إنَّ اللّه لا يُحِبُ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } [ لقمان : 18 ] اشتدت على ثابت و غلق عليه بابه، و طفق يبكي فأخبر رسول اللّه فسأله فأخبره بما كبر عليه منها، و قال : أنا رجل أحب الجمال، و أنا أسود قومي، فقال : إنك لست منهم، بل تعيش بخير و تموت بخير، و يدخلك اللّه الجنة، فلما أنزل على رسول اللّه { ياأيُّهَا الذينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ وَ لا تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعضِّكُمْ لِبَعضٍ } [ الحجرات : 2 ] فعل مثل ذلك فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم فأرسل إليه فأخبره بما كبر عليه منها، و أنه جهير الصوت، و أنه يتخوف أن يكون ممن حبط عمله، فقال : « إنك لست منهم، بل تعيش حميدا و تقتل شهيدا و يدخلك اللّه الجنة »
فلما استنفر أبو بكر المسلمين إلى أهل الردة و اليمامة و مسيلمة الكذاب، سار ثابت فيمن سار، فلما لقوا مسيلمة و بني حنيفة هزموا المسلمين ثلاث مرات، فقال ثابت و سالم مولى أبي حذيفة : ما هكذا كنا نقاتل مع رسول اللّه صلى الله عليه و سلم فجعلا لأنفسهما حفرة فدخلا فيها فقاتلا حتى قتلا،
قالت : و رأى رجل من المسلمين ثابت بن قيس في منامه فقال : إني لما قتلت بالأمس مر بي رجل من المسلمين فانتزع مني درع نفيسة و منزله في أقصى العسكر و عند منزله فرس بتن في طوله، و قد أكفأ على الدرع برمة، و جعل فوق البرمة رحلا، و ائت خالد بن الوليد فليبعث إلى درعي فليأخذها، فإذا قدمت على خليفة رسول اللّه فأعلمه أن علي من الدين كذا و لي من المال كذا و فلان من رقيقي عتيق، و إياك أن تقول : هذا حلم فتضيعه، قال : فأتى خالدا فوجه إلى الدرع فوجدها كما ذكر، و قدم على أبي بكر فأخبره فأنفذ أبو بكر وصيته بعد موته فلا نعلم أحدا جازت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس بن شماس،
قال حماد بن سلمة : عن ثابت عن أنس أن ثابت بن قيس ابن شماس جاء يوم اليمامة و قد تحنط و نشر أكفانه و قال : اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء و أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، فقتل و كانت له درع فسرقت فرآه رجل فيما يري النائم فقال : إن درعي في قدر تحت الكانون في مكان كذا و كذا و أوصاه بوصايا، فطلبوا الدرع فوجدوها و أنفذوا الوصايا، رواه الطبراني أيضا .
رضي الله عن سائر الانصار والمهاجرين والذين اتبعوهم باحسان الى يوم الدين
..........................
وصلى الله على مولانا سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم