كيف كنا.. وكيف أصبحنا

أما كنا قبل توحيدنا بهذه الدولة، متفرقين مختلفين لا يأمن المقيم ولا المسافر، قوافل الحجاج تنهب، بضائع التجار تسلب، القبائل يقتل بعضهم بعضاً، الدنيا فوضي، اللصوص عصابات، تحزب و طائفية، نعرات جاهلية، اختصام وقتال، تفرق وجدال، فجمعنا الله ـ جل ذكره ـ فأقيم الشرع، وفتحت المدارس، وأسست الجامعات، وبنيت المستشفيات، وأمن الناس علي دمائهم وأموالهم، وأعراضهم، فلا نسبة ولا تناسب بين الخير الموجود المتحقق في مجتمعنا، والشر القليل والتقصير الوارد الذي لا يخلو منه بشر، فلماذا لا نكون عادلين في الحكم علي الدول، والهيئات، والأشخاص؟، قال سبحانه: ( وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)(النساء: 58) .

قولوا لي بربكم: لو انفرط زمام الوحدة في هذه البلاد ، وانحل عقد الأمن في هذا الشعب، علي شراسة قبائله وامتداد مساحته، واختلاف تضاريسه، كيف يكون الحال؟ يصبح الناس في خوف وقلق، ونهب وسلب، وفتك وسفك، واعتداء ، ماذا كسب الذين حملوا السلاح في مجتمعاتهم بغير حق ولا جهاد مشروع؟ لقد حكموا علي أنفسهم بالإعدام، وعلي دعوتهم بالموت، وعلي رسالتهم بالانتحار ، هل اهتدى علي أيديهم ضال؟ هل تاب بدعوتهم عاص؟ هل رجع بدروسهم مبتدع؟ هل أسلم علي مؤلفاتهم أحدا؟ لا ، بل خاف منهم القريب قبل البعيد، وشك فيهم الصديق قبل العدو، وحذر منهم العالم، ولم يستفد منهم الجاهل، ونبذهم المجتمع، ووقفت ضدهم الأمة، بدل أن يتألف غير المسلمين بحسن الضيافة، والدعوة بالتي هي أحسن للدخول في هذا الدين، أصبحوا يبيتون بالقنابل ، ويمسون بالرصاص، ويقدم لهم الموت علي أطباق العنف والجهل.

والله موضوع يعالج الواقع المعاش و السبب هو الغلو الفكري و الجهل بأصول الشريعة و التخلي عن تطبيق حدود الله

لكم مليون شكر
منكم نستفيد و بكم نمضي
بارك الله فيكم على المرور و شكرا على الردود