من المضحكات المبكيات
عندما تصبح "الأجيال" سلعة للبيع و مفردها جل و حينما يكتب التلميذ "اذ وصلنا للهنشير تنطرت العجلة متاع التركتور"!!!؟
أن يخطئ التلميذ في صياغة إحدى الجمل أو في رسم إحدى الكلمات فهذا عادي و طبيعي لأطفال مازالوا يسلكون في تعليمهم سنواتهم الأولى و لكن أن يخرج التلميذ قلبا و قالبا عن الموضوع و يقدم نصا عجيبا غريبا يمكن أن يكون كل شيء إلا تحريرا في امتحان حول موضوع معين فهذا ما يثير الاستغراب و الحيرة و الضحك في ذات الوقت،
شخصيا، كثيرا ما أسمع من أصدقاء لي يعملون بسلك التعليم عما يعترضهم من أخطاء لغوية و تعابير لا تمت للغة العربية بصلة سواء عند إصلاحهم للامتحانات أو المناظرات.
إلا أنني لم أتوقع أن يكون الأمر بهذا السوء الذي قرأت و الذي أمدني به بعض أبناء المهنة لتلاميذ في مستوى السادسة و السابعة أساسي، حتى أفهم و أتفهم سخط بعضهم على ما آلات إليه مستويات بعض تلاميذنا و التي تجعلنا نسأل كيف بلغوا هذا المستوى المتدني إن لم نقل المفقود أصلا... و ها أنذا أنقل لكم بعض النماذج التي وصلتني حرفيا و بكل أخطائها اللغوية و الإملائية ، و نصيحتي لمن سيقرؤها أن يقوم بذلك في الهواء الطلق تفاديا للأضرار التي قد تنجم عن نطح رأسه في الحائط، إما من كثرة الضحك أو من شدة الغيظ مع تكراري بأن هذه المعلقات لتلاميذ هم في مستوى السنة السادسة و السابعة أساسي... و إنا لله و إن إليه راجعون.
الموضوع الأول :
يساهم المعلم في خدمة الوطن بصنع الأجيال و انتزاعها من مخالب الجهل.
تحدث عن ذلك مبينا أهمية دور المعلم و التلميذ في خدمة الوطن.
التحرير :
في عاشية يوم الخميس كنا نحن نساهم مع المعلم في خدمة الوطن بصنع الأجيال و انتزاع من مخالب الجهل.
وكان المعلم قد يأتي إلينا بالسلاع و نحن قد نصنع في الأجيال و نبيع فيها و كل يوم يأتي واحد بواحد لكي يشتريا الأجيال و التحف المزركشة.
جاء رجل لكي يشتري الأجيال فاشترى خمس جل و أتا بسيارة و أخذ فيها الأجيال و ذهب بها وبعد أن ذهب الرجل الأخر و أتا الرجل الكبير ثم يشتري بسلاع فذهب الى الرجل فلقتا عنده الأجيال فأخذا كمية صغيرة و أتا بسيارة و أخذ فيها السلاع و ذهب.
الموضوع الثاني :
قرأت في إحدى الصحف مقالا على لسان طفل يعيش في منطقة أخرى من العالم تحدث فيه عن نفسه.
حرر نصا سرديا على لسان هذا الطفل يبرز فيه مختلف الأعمال التي كان يقوم بها و دوره في العائلة.
التحرير :
في يوم من الأيام ذهبت إلى السوق فوجدت احد أصدقائي يقرأ صحيفة فأخذتها من عنده و قرأت فيها مقالا يحكي على لسان طفل يعيش في منطقة أخرى من العالم.
لكني استغربت من ذلك الأمر و هو كيف يمكن أن يعيش لسان بعيد عن صاحبه، لقد كان هذا اللسان يعمل أعمالا مختلفة في العائلة لكن الطفل كان يعيش بدون لسان مع أفراد عائلته، لقد كان اخرس لا يتكلم لأن لسانه يعيش في منطقة بعيدة عنه إن ذلك الولد غريب حقا و هو إن كان لا يأكل طعامه لأنه فاقد لسانه و قد كان يشرب الحليب و الأشياء التي توكل لأنه ليس قادرا على ابتلاعه بدون لسان، فاللسان بالنسبة للطفل هو الوسيلة التي يبتلع بها الطعام فهو العنصر الأساسي في ابتلاع الطعام و غيره من الأشياء الأخرى من أجل ذلك الطفل قد كان بائس الحال بين أفراد عائلته الذين كانوا هم أيضا حزينون عليه بسبب فقدان لسان.
الموضوع الثالث :
شاركت خلال العطلة صحبة العائلة في جني الزيتون فأمضيتم اليوم في العمل.
تحدث عن ذلك مبينا جملة الأعمال التي قمتم بها.
التحرير:
في يوم من الأيام خلال العطلة شاركت الأسرة في جني الزيتون فأمضينا أوقاتا في العمل.
و بينما أبي و أمي و عمي و جدي و خالتي حظروا الفرش و الشكور و الخيش و المنفذ و ركبنه في التركتور و ختفه عمي و ندهه و ركب له الكاتريام، و عندما وصلنا الى الهنشير إذ تنطرت العجلة متاع التركتور و هبت أبي و أمي و جدي و خالتي و أمي و هبت كذلك أنا و هبتنا كذلك الفرش و الشكور و الخيشى و المنفذ و مشى أبي و أمي و جدي و خالتي يجمعون الزيتون.
و أنا و عمي ركبنا على التركتور و ختفه و ركب له الديزيام و بعد التروزيام و بعد الكاتريام و بعد السانكيام و عندما وصلنا الى الحداد إذ تنطرت العجلة الأخرى ، وقدهم الحداد العجلتين و عطى عمي الحداد خمسون دينارا ركبت أنا و عمي على التركتور و ختفه عمي و ركب السنكيام و عندما وصلنا إلى الهنشير ألقينا أبي و أمي و جدي و خالتي و عبو عشر شكاير خيشى و في الأخير ركبنا و ندهنا و رجعنا الى البيت فارحين مسرورين.
من إحدى الصحف التونسية